بقلم: مصطفى البقالي
قبلك سيدتي كنت رجلا ميتافيزيقيا يؤمن بأن الحب شيء هلامي، لاشكلي، لازماني، لا مكاني، ويسكن فقط في مغارات الجنيات في القرون الوسطى..وفي آخر وريقات الخوخ قبل أن يحل عليها خريف النسيان قبل الأوان.. كنت أتوهم بأن الحب انتحر بعد جنون قيس، وقبل انتحار الصهيل الأخير من صهوة الشهامة، وآخر جنون اقترفه جبران خليل جبران، وبعد آخر أغنينه سمعتها لفيروز…
كنت أعتقد –وأنا مخطئ- بأنني لن أحترف فن العشق في زمن الغواية، واللا أنوثة، واللا شعر، واللا شعور..
+++
قبلك سيدتي كنت لاهوتيا..
ييحث عن الجواب بين جدران أربعة سيجت معبد السؤال، وعندما أتعب أسأل قلبي:
يا صاح!!
لماذا لا تعشق؟..
لكن قلبي لم يجبني، فعرفت حينها أنه أصبح راهبا يمارس طقوس الصمت في محراب الفكرة المشاغبة..
ويبحث عن وجهك في جدران المدينة!!
+++
قبلك سيدتي كنت وجوديا..
أتساءل دوما..
من السابق في الوجود..السؤال..أم أنا؟!
+++
وقبلك سيدتي كنت ديكارتي النزعة..
أشك في لون عيوني..
ولون شعري..
وعدد الأفكار التي أعدمها الوثن..
في مقصلة كبرى اسمها الوطن.
وكنت أشك في عدد أصابعي..
كنت أشك فيمن يحكمني..
أهو ذلك “الهو” المتصابي؟!
أم “أنايا “المغرور؟؟
أم تراه ذلك الأناني الذي يسمي نفسه بأنه الاسمى والأعلى؟؟
+++
وبعد أن التقيتك صدفة..سفهت أحلامي،
ومزقت أسفاري التي ورثتها عن سقراط..
فاكتشفت حينها بأنني ما زلت لاهوتيا مؤمنا..
ميتافيزيقا حد الخيال..
وجوديا..والوجود أنت!!
ديكارتيا يشك في كل شيء إلا في حبه لك!!
لكن أضيف الى ريبيرتوار الذاكرة مبدأ جديد سماه قلبي:
“أنتِ”