أتدركين الفرق بينك وبيني يا صديقتي ؟!!

أتدركين الفرق بينك وبيني يا صديقتي ؟!!
سأختصر..وأظنك ستفهمين ما دمت لا تحبين الشرح الكثير..
أنا أومن بأن الإنسان إذا أصيب بالحب، فذلك يعني أنه سيتنازل قليلا عن كبريائه.. عن غروره.. عن أناه الأحمق الذي يصرخ: “أنا محور الكون”!!
يعني ذلك أنه سينزل من برجه العاجي الذي صنعه من وهم واعتقد أنه من الزبرجد!!

هذا الكلام نسمعه دائما يا صديقتي، لكننا لا نصدقه..
ربما لأننا غير متصالحين مع أنفسنا، ومع الحب!!
وربما لأنك قرأت كتاب “الأمير” لمكيافيللي أكثر من مرة..وبأكثر من لغة..
وربما لم تقرئي لنزار، ولم تسمعي السيمفونية التاسعة لبتهوفن، و لم تصغي لفيروز جيدا وهي تغني “إداش كان في ناس”!!
وفي أحسن الأحوال لم تجربي مراقبة غروب الشمس وهي تعانق الأفق الأحمر..
ولم تغازلي رائحة التراب عند هطول القطرات الأولى من المطر الذي أصاب رذاذه وجهك الجميل..لكنك لم تبتسمي لذلك!!
ولم تديري وجهك نحو الاتجاه المعاكس للشمس عندما يشاغب ذلك الرذاذ شعاعها الخجول، بحثا عن قوس قزح!!
ولم ترفعي رأسك نحو السماء بعد الغروب بحثا عن نجمة القطب، وحتى إن وجدتها لا تبتسمين عندما تتذكرين شخصا ما قال لك ذات يوم: أحلامك ستتحقق إذا رددتها في سرك، عند رؤية أول نجمة !!

هذا هو الفرق بيننا يا صديقتي..
أنا أومن بكل ذلك..وأنت لا تؤمنين!!
أنا أفعل كل ذلك..وأنت لا تفعلين!!

قاعة الانتظار عند طبيب الاسنان، الرباط، أغسطس2008

اقرأ أيضاً

مصطفى البقالي الشاعر والصحفي

مصطفى البقالي

Mustapha El BAKKALI

شاعر وإعلامي مغربي مقيم في واشنطن
مختارات
كتابي الأخير