الدمع يعشق الشتاء

عندما يشتاق الحزن لحضني
وتغادر الاستعارة مجرة القصيدة
أراهن على خسارتي الأولى..
وأشياء لم تحصل
وريح ذلك المساء الذي لا يجيد مراقصة الغياب
وأغتال المكيدة

أراهن
على كل الكلمات المتقاطعة
التي توصلني إلى حتف الشمس..
وبخار مغرور يصعد من قهوتي السوداء
التي لا أحبها

في النسيان كما في الذكرى
أراهن على أغنية السنونو
في الصيف
فوق أعمدة الكهرباء..
وأضواء القناديل في شارع يسكنه الريح
والخواء..
في النسيان يولد الإنسان
وتولد القصيدة
وفي الذكرى نعلق قصائدنا..
كلوحة مقدسة
في جدار تسكنه رائحة البقاء

في النسيان سليل الذكرى
تكبر كلماتي الحبلى بحزن قديم
واسم حبيبتي الأولى التي خنتها مع قصيدتي الثانية
والثالثة التي اكتشفت أن لي أبناء شرعيين مع الموناليزا
والرابعة التي خانتها دموعها وهي تقرأ وصاياها الأخيرة أمام نعش الحب
تقول:
ما أروع حبك يا حبيبي المستقيل
ما أجمل حلمنا المستحيل!

وخامسة..كانت تشبهني
تكره الانتظار
علقت كل قصائدي التي كانت تبارك حضورها
فوق غصن زيتونة تحمل اسمها..
ورحلت!
ما زلت أتذكر..وأنسى
أنسى..وأتذكر
أبكي..وأتذكر
أضحك..وأتذكر
وأكشف صدري العاري للمطر..فأتدثر

كم كانت دمعتها باردة..
وهي تودعني في القطار
ذهب القطار..
رحل القطار..
وبقيت أنا مثلها أكره الانتظار
لأن في الذكرى..كما في النسيان..
الدمع يعشق البنفسج والشتاء!

الرباط 2009

اقرأ أيضاً

مصطفى البقالي الشاعر والصحفي

مصطفى البقالي

Mustapha El BAKKALI

شاعر وإعلامي مغربي مقيم في واشنطن
مختارات
كتابي الأخير