سيدة المسافات

لـ مصطفى البقالي
—————–
سيدة المسافات..
أعطني يديك كي أزرع حبق الحضور

أسقيها بدموع الندى..

فالغيم يكبر دائما في حلمي ..

وحشائش التيه تهزأ بالبياض

والنوتة الأخيرة غادرت الرباب..
على عجل!

أعطني يديك..

لأني لا أريد لأحصنة القصيدة أن تفقد عقيدة السراب..

لا أريد لمواسم الحزن أن تتمدد أكثر في شرايين الريح

المسي هذا الجرح
– ! نعم هناك تماما !

في النصف الأيسر من الذاكرة..
– ! !اضغطي أكثر!!

لم أعد أتألم مذ رحل اليراع..
والدم لم يعد أحمرا كصرخة الوتر المقتول فوق صدر العتاب..

المسيه ورددي التمائم..

واكتبي الطلاسم..

فلا شيء يشفي الرجل غير ابتسامة العيون الليلية..
واختلاط الرضاب..بالرضاب

أي سيدة المسافات..

كنت مقتنعا بأن الرحيل لا يحمل
حقيبة نسائية يسكنها أحمر الشفاه..
والعطر الذي نشتريه على عجل من مطار شارل دوغول..

المسافات بينك وبيني طويلة..
والمسافات بين حزنك وحزني أقرب إليك..
إلي..
من حبل القصيدة!

أشنق به كل الحروف التي لم تكتب بعد..
أو التي كتبت..
!! الذاكرة..والعذاب!!

سيدة الحضور..
الفراق ليس مُهَربا صغيرا،

يسرق الحزن ويغيب كشمس يوم ممطر..

واغتيال الوردة..لا يمنع الرائحة من الطيران..

وقرارات حظر التجول..لا تمنع أحلامنا من السفر

والمسافات لا تستطيع قتل الأمل..

فالفراشات تهاجر كل عام ..
لكنها لا تخلف الموعد مع الإياب…

الرباط في
04-02-2010

اقرأ أيضاً

مصطفى البقالي الشاعر والصحفي

مصطفى البقالي

Mustapha El BAKKALI

شاعر وإعلامي مغربي مقيم في واشنطن
مختارات
كتابي الأخير