لا تقتل حلمك!

accomplishment action adult adventure

لا تقتل حلمك!

أعرف أن أغلب الحكومات العربية ليست سوى أجهزة ظلامية متخلفة، لا تحب ضوء الشمس، ولا قصائد نزار قباني، تكره الاستماع لتراتيل الجمال، وتصر على حرمان أبناءها من اعتناق الأمل والحلم !

أعرف أيضا أنها حكومات ضد التاريخ، ومنطق الحضارة..

لكن..هل هذا سبب كاف للجلوس والخنوع ولعن الظلام، وانتظار ما قد لا يأتي ولا يُعطى؟!
هل يعني هذا قتل الأمل في التغيير نحو الأفضل !

هل هذا مبرر مقنع لاغتيال الحلم في صدورنا ، وممارسة القتل الرحيم في حق “الانجاز” !

نعم..نحن أيضا نساهم في قتل الحلم، وبناء جدار إضافي يمنع أشعة التفاؤل من الوصول لقلوبنا، نضيفها إلى قائمة الجدران التي تكاثرت هذه الأيام !

نعم..يمكن للشاب أن يكون مبدعا، ومميزا..
وعربيا أيضا !

لأن الحلم في حد ذاته انجاز كبير، والسعي إلى تحقيقة شجاعة استثنائية، وحق طبيعي ليس من الضروري أن يستمد شرعيته من إذن حكومي أو تصريح رسمي، أو من “بركة” زعيم حزبي أو نقابي !
قد يبدو كلامي مغرقا في التفاؤل الغريب، في زمن أصبح فيه القهر إحساس رسمي للشعوب العربية( على وزن المشجع الرسمي لكأس العالم)..
وأصبحت فيه لغة الخشب لغة رسمية للحكومات العربية! لكن رغم كل شيء فالإصرار يمنح الإنسان طاقة رهيبة لفعل المستحيل، واثبات الذات رغم كل السواد الذي يحيط بنا من كل جانب!

سأحكي لكم قصة قصيرة عن فتاة جميلة اسمها كريمة.. تعاني هذه المدهشة من إعاقة في جميع أطرافها، لكنها تحمل الريشة بين أصابع قدميها وترسم لوحات رائعة..
التقيتها في مدينة “أصيلة” الجميلة شمال المغرب، بعد أن سمعت عنها كثيرا.. فتاة وديعة كالملاك، ذات ابتسامة خجولة، ومبدعة استثنائية تعشق الألوان، التي تؤثث بها عوالمها الخاصة..
فأصبحت كريمة علامة مميزة للمدينة!
(كنت حينها أتسكع مستمتعا في دروب مدينة أصيلة الملونة بالأزرق والأبيض مع صديق عزيز من البحرين وشقيقي الأصغر)..سألناها بفضول عن تجربتها..فبدأت تحكي لنا
عن علاقة  العشق التي تجمعها بالألوان!
بفخر كبير تفتح ألبوم صورها:
هنا صورة لها مع عمرو موسى، وأخرى مع وزير الخارجية المصري السابق، وهذه مع سفير بلد ما أو مفكر كبير!

أتساءل: هل يحق لي أن أقول كلمة “مستحيل” أو “صعب ” بعدما التقيت بكريمة!

أذكر جيدا يوم كنا في دردشة في مركز الجزيرة للتدريب والتطوير في الدوحة عام 2006، وقدم أحد الزملاء نفسه بأنه “مواطن كوني”، ابتسمت معجبا بالفكرة الذكية، والعمق الكبير التي تختزله الكلمة..
أتساءل هنا أيضا ..كيف يمكن للشاب العربي أن يكون مواطنا كونيا دون أن يفقد هويته، أو ينسلخ عن تاريخه وحضارته التي استمرت لأكثر من ألف عام !

وهذه حكاية أخرى..(ربما) أعرج إليها في خاطرة قادمة!

اقرأ أيضاً

مصطفى البقالي الشاعر والصحفي

مصطفى البقالي

Mustapha El BAKKALI

شاعر وإعلامي مغربي مقيم في واشنطن
مختارات
كتابي الأخير